Translate

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

مفاهيم مغلوطة حول القرآن

الأحرف السبع للقرآن الكريم

الدليل القرآنى على نزول القرآن على أحرف سبع

وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) 
أنبأ ناعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حدثنا آدَمُ، قَالَ: حدثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذَّكَرِ} [القمر: 17] قَالَ: «هَوَّنَّا قِرَاءَتَهُ»تفسير مجاهد.
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ أي سهلناه للتلاوة.
ولولا ذلك: ما أطاق العباد ان يلفظوا به، ولا ان يستمعواله .غريب القرآن لابن قتيبة
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآن} هونا الْقُرْآن {لِلذِّكْرِ} للْحِفْظ وَالْقِرَاءَة {فَهَل من مدكر} من متعظ يتعظ بِمَا صنع بِقوم هود فَيتْرك الْمعْصِيَة.تفسيرابن عباس
الدليل من السنة على نزول القرآن على أحرف سبع
1-مارواه النسائي في سننه:ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاءة بنى غفار (أضاءة هي بفتح الهمزة وبضاد معجمة ماء مستنقع كالغدير بالمدينة )فأتاه جبريل عليه السلام فقال ان الله عزوجل يأمرك ان تقرئ أمتك القرآن على حرف قال اسأل الله معافاته ومغفرته وان امتى لا تطيق ذلك ثم اتاه الثانية فقال ان الله عز وجل يأمرك ان تقرئ امتك القرآن على حرفين قال اسأل الله معافاته ومغفرته وان امتى لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال ان الله عزوجل يأمرك ان تقرئ امتك القرآن على ثلاثة احرف فقال اسأل الله معافاته ومغفرته وان امتى لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال ان الله عزوجل يأمرك ان تقرئ امتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤا عليه فقد أصابوا.
2-مارواه البخارى ومسلم:
روي مسلم والبخاري واللفظ له عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت هشام بن حكيمٍ يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروفٍ كثيرةٍ لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره (اساوره أي أثب عليه) في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته(أي اخذته بردائه وهو بفتح اللام وتشديد الباء الاولى) بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التى سمعتك تقرأ فقال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت (وسبب اختلاف قراءتهما كما ذكره ابن حجر في فتح الباري ان عمر حفظ هذه السورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قديماً ثم لم يسمع ما نزل فيها بخلاف ما حفظه وشاهده، ولان هشاماً من مسلمة الفتح فكان النبي صلى الله عليه وسلم اقرأه على ما نزل اخيراً فنشأ اختلافهما من ذلك، ومبادرة عمر للانكار محمولة على انه لم يكن سمع حديث انزل القرآن على سبعة احرف الا في هذه الواقعة) فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التى سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك انزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التى أقرأنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك انزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف فاقرؤا ما تيسر منه .
وهناك رواياتٍ كثيرة في نزول القرآن على سبعة احرف اكتفينا بما ذكر لان سرد جميعها موجب للتطويل فاختلاف هذه الاحرف انما هو اختلاف ألفاظ وتلاوة لا اختلاف معانٍ موجبة لاختلاف احكامه .
المرادبهذه الإحرف السبعة:
ولقد ذهب العلماء في المراد بهذه الاحرف السبعة إلى نحو أربعين قولا ذكرها الامام السيوطي في كتابه الاتقان في علوم القرآن نذكر ملخص ذلك وهو:
المراد سبع لغات كما صححه البيهقى في الشعب واختلفوا في تعيينها فقال أبو عبيدة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن وقيل غير ذلك، وجاء عن ابى صالح عن ابن عباس قال نزل القرآن على سبع لغات (الحكمة في نزول القرآن على سبع لغات من أعيان العرب تأليف قلوبهم لما كان فيهم من الحمية العربية ولطلب فهم المراد فافتخر كل بلغته حين شاهدوا نزول القرآن فاستأنس كثير من فصحائهم فكان سبب ايمانه) منها خمس بلغة العجز من هوازن ويقال لهم علياء هوازن.
قال أبو عبيدة ليس المراد ان كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبع مفرقة فيه فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن ومعناه ان جبريل عليه السلام كان يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمت الاحرف السبعة وذلك تخفيف وتيسير على الامة في التكلم بكتابهم كما خفف عنهم في شريعتهم هذا هو المعول عليه.
 وقال أبو شامة ظن قوم ان القراءت السبع الموجودة الآن هي التى اريدت في الحديث وهو خلاف اجماع اهل العلم قاطبة وانما يظن ذلك بعض اهل الجهل .وقال مكى بن ابى طالب واما من ظن ان قراءة هؤلاء القراء كعاصم ونافع هي الاحرف السبعة التى في الحديث فقد غلط غلطاً عظيماً قال ويلزم من هذا ان ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الائمة وغيرهم ووافق خط المصحف لا يكون قرآنا وهو غلط عظيم قال وهذه القراءات التى يقرأ بها اليوم وصحت رواياتها عن الائمة جزء من الاحرف السبعة التى نزل بها القرآن (من فتح الباري على صحيح البخاري)
وهذه اللغات والقراءة بها كانت موجودة ومعمولا بها إلى عهد عثمان رضى الله عنه فلما اختلطت قبائل العرب وعرف كل لغة الآخر وسهل على كل قبيلة النطق بلغة القبيلة الاخرى وحدث في عهده رضى الله عنه ما يدعو إلى حمل الناس على القراءة بلغة واحدة أمر رضى الله عنه بجمع القرآن وكتابته وقراءته بلغة واحدة.
الأحرف السبع:
قال المحقق ابن الجزرى ولازلت أستشكل هذا الحديث (أي حديث ان هذا القرآن انزل على سبعة أحرف الخ) وافكر فيه وأمعن النظر من نحو نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله على بما يمكن أن يكون صوابا ان شاء الله تعالى وذلك انى تتبعت القراءات صحيحها وضعيفها وشاذها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وذلك - إما في الحركات بلا تغيير في المعنى والصورة نحو البخل باثنين
 (أي بقراءتين كآية " ويأمرون الناس بالبخل " في سورة النساء فقد قرئ بالبخل بضم الباء وسكون الخاء وقرئ بفتحهما)
ويحسب بوجهين(
اي قرئ بفتح السين وكسرها كآية " يحسب أن ماله أخلده ")
- أو بتغيير في المعنى فقط نحو فتلقى آدم من ربه كلمات(
أي قرئ برفع آدم على انه فاعل ونصب كلمات على انه مفعول به وقرئ بالعكس أي بنصب آدم على انه مفعول وبرفع كلمات على انه فاعل)
 - واما في الحروف بتغيير في المعنى لا في الصورة نحو تبلوا وتتلوا( 
أي قرئ تعالى " هنالك تبلوا كل نفس ما اسلفت " بيونس بالتاء ثم بالباء قبل اللام وقرئ
تتلوا بتاءين
 )
وعكس ذلك نحو بسطة وبصطة - أو بتغييرهما نحو اشد منكم ومنهم(
 اي قرئ قوله تعالى " كانوا هم اشد منهم قوة " بغافر اشد منهم واشد منكم)
 - واما في التقديم والتأخير نحو فيقتلون ويقتلون(
اي قرئ قوله تعالى " يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون " بالتوبة الاول بالبناء للمعلوم والثانى للمجهول وقرئ بالعكس)
 - أو في الزيادة والنقصان نحو ووصى وأوصى - فهذه سبعة أوجه لا يخرج الاختلاف عنها.
وقد حمل ابن قتيية وغيره العدد المذكور في حديث انزل القرآن
على سبعة احرف على الوجوه التى يقع بها التغاير في سبعة اشياء ذكرها مفصلا ابن حجر في فتح الباري على صحيح البخاري عند الكلام على هذا الحديث.
المصحف العثمانى
والحقيقه التى لا تنكر انه لولا عثمان رضى الله عنه جمع الامة على مصحف واحد وعلى حرف واحد لذهب المسلمون اليوم في القرآن الكريم كل مذهب، ولاختلفت القراءآت لديهم كل الاختلاف، ولوجد اعداء
الدين مسلكا سهلا لايقاع الشك والدسيسة في قلوب ضعاف المسلمين وجهالهم، وإذا وقع الاختلاف والتكذيب في عهده رضى الله عنه فكيف بنا اليوم وقد بدأ الاسلام يعود غريبا فجزى الله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء ووفقنا لاتباع مسلكهم القويم ومنهجهم المستقيم آمين .وقد ذكرالامام محمد بن جرير الطبري المولود سنة أربع أو خمس وعشرين ومائتين في تفسيره بعد أن بين وجهة حمل عثمان الناس على مصحفه وهو (فان قال) بعض من ضعفت معرفته وكيف جار لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقرائتها (قيل) ان أمرهم بذلك لم يكن أمر ايجاب وفرض وانما كان أمر اباحة ورخصة.
 (
ويسأل بعضهم
) لم لم تكن الاحرف الستة موجودة
وقد
انزلت من عند الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وهو اقرأها اصحابه فأن نسخت فرفعت فما الدليل عليه وان نسيتها الامة وتركتها فذلك تضييع ما قد أمروا بحفظه (فأجاب الامام ابن جرير الطبري) على هذه الاسئلة بقوله: لم تنسخ الاحرف الستة فترفع ولا ضيعتها الامة وهى مأمورة بحفظها ولكن الامة أمرت بحفظ القرآن وخيرت في قراءته وحفظه بأى تلك الاحرف السبعة شاءت وضرب لها مثلا في الفقه وهو إذا حنث موسر في يمين فله أن يختار كفارة من ثلاث كفارات إما بعتق أو إطعام أو كسوة فكذلك الامة أمرت بحفظ القرآن وقراءته وخيرت في قراءته بأى الاحرف السبعة شاءت فرأت لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد قراءته بحرف واحد ورفض
القراءة بالاحرف الستة الباقية ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما اذن له في قراءته به .








 

هناك تعليق واحد:

Blogger Template by Clairvo